بالتزامن مع احتفالات الدولة بالعيد الوطني الـ53 للاتحاد ، أعلنت دائرة الأشغال العامة في الشارقة مؤخرا عن إنجاز نصب ونافورة ميدان الاتحاد، في خطوة تعكس التزام الإمارة بالابتكار في تصميم الميادين العامة، ويعد من أكبر الميادين الموجودة بالشارقة وأبرزها من ناحية الموقع والجمال، يقع الميدان على مساحة إجمالية قدرها أكثر من 60 ألف متر مربع في منطقة السور التي يحيطها السوق الإسلامي ومسجد الملك فيصل وقد تم تصميم الميدان بشكل مميز حيث جمع بين الرونق الخاص للميادين العامة والحدائق العامة إذ يتوسط الميدان نصب الاتحاد الذي يحوي سبع صدفات (محار) يتوسط كل واحدة منها لؤلؤة ترمز في مجملها إلى الإمارات السبع، وتجتمـع الصدفات السبع في شكل بديع تلتقي فيه الصدفات لترتفع على شكل عمود تعلوه لؤلؤة ذهبية ترمز إلى الاتحاد بارتفاع 52 متراً، ويحيط بالنصب حوض مائي تحيط به المسطحات الخضراء المترامية على مساحة الحديقة الشاسعة التي يحيط بها سياج نباتي بارتفاع 85 سم، كما تم تزيين الحديقة بأشجار النخيل وأنواع مختلفة من الشجيرات المزهرة، كما تحتوي الحديقة على أماكن جلوس في مختلف أنحائها بالإضافة إلى أعمدة الإنارة ذات الشكل المميز مما يعطي الحديقة بعدا آخر للزائرين خلال الفترة الليلية.
ويمثل هيكل النافورة المائية الذي يحمل شكل وردة بسبع بتلات ترمز في مجملها إلى الإمارات السبع وتحمل كل بتلة محارة بداخلها قطعة لؤلؤ في شكل جميل تلتقي فيه لترتفع على شكل عمود تعلوه لؤلؤة ذهبية ترمز إلى الاتحاد بارتفاع 52 مترا. و تنساب من كل قطعة لؤلؤ وتزويدها بوحدات إضاءة زرقاء بالإضافة إلى سبع نافورات صغيرة تضخ من داخل النصب التذكاري ومثلها منسابة من الحوض المائي وشلال مائي دافق بوحدات إضاءة بيضاء واشتملت أعمال التطوير على تركيب تقنيات متطورة وأنظمة هندسية حديثة لإثراء تجربة الزوار وتعزيز الطابع البصري للمنطقة، حيث تضمنت الأعمال إنشاء نافورات سايبرنيتيك جيزر في الخزان العلوي بسبع فوهات رأسية يصل ارتفاعها إلى 8 أمتار، وأخرى رأسية في الخزان السفلي بارتفاع يصل إلى 3.5 أمتار، بالإضافة إلى نافورات عملاقة قوسية تضيف تأثيرًا زخرفيًا متناسقًا، ونافورات قوسية ثانوية تغذي الشلالات المركزية الصغيرة لتمنح حركة ديناميكية لتدفق المياه. كما تم تطوير التأثيرات الضوئية باستخدام مصابيح LED متغيرة الألوان ومقاومة للعوامل البيئية، حيث زودت النوافير بـ 21 كشافًا حول نافورات الجيزر و28 كشافًا للنافورات العملاقة و42 كشافًا لتزيين الشلالات، إلى جانب 175 مترًا من شريط LED لإبراز الجدران الخارجية للأحواض. وتم تصميم 7 شلالات بقدرة تدفق تصل إلى 75 مترًا مكعبًا في الساعة، بالإضافة إلى تركيب 7 سحب مائية صناعية قابلة للتحكم.
وشملت الإضاءة أيضًا 42 كشافًا لإبراز تفاصيل النصب التذكاري بدقة و21 كشافًا إضافيًا لإضاءة العمود المركزي، بإجمالي 343 مصباحًا و182 فوهة مائية و30 مضخة. واستخدم في تنفيذ المشروع مواد متنوعة تشمل 814 مترًا مكعبًا من الخرسانة، و140 مترًا مكعبًا من الخرسانة الدقيقة، و95 طنًا من الفولاذ، و854 مترًا مكعبًا من قاعدة الطرق، بالإضافة إلى 2506 مترًا مكعبًا من البلاط و1575 مترًا مربعًا من بلاط الموزاييك. كما تضمنت المواد 4050 مترًا مربعًا من العزل المائي، و450 مترًا مربعًا من الدهان والجص، و2415 مترًا مربعًا من صفائح البولييثين. ويأتي هذا المشروع ليحقق التوازن بين الحداثة والهوية الثقافية، متحولًا إلى وجهة مميزة للجمهور ومعلم بارز يعكس تطلعات الإمارة نحو الابتكار والتطوير المستدام.